فصل: من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ الله}:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل: {اتقوا الله حق تقاته} لأهل العزائم وقوله: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] لأهل الرخص. والمعنى: اتقوا عن وجودكم بالله وبوجوده {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} لا ينتف وجودكم المجازي إلا وقد سلمتم لتصرفات الأحكام الإلهية والجذبات الربانية، واستفدتم الوجود الحقيقي وهو البقاء بال. له {واعتصموا} أهل الاعتصام طائفتان: أهل الصورة وهم المتعلقون بالأسباب لأن مشربهم الأعمال فقيل لهم اعتصموا بحبل الله وهو كل سبب يتوصل به إلى الله من أعمال البر، وأهل المعنى وهم المنقطعون عن الأسباب إذ مشربهم الأحوال فقيل لهم: واعتصموا بالله هو مولاكم مقصودكم أو ناصركم، ولا تفرقوا في الظاهر وهو مفارقة الجماعة، وفي الباطن وهو الميل إلى البدع والأهواء.
{وكنتم على شفا حفرة} وهي عداوة بعضكم لبعض وعداوتكم لله ولأنفسكم {فأنقذكم منها} بالهداية والإيمان وتأليف القلوب {كذلك} مثل ما بين آياته للأوس والخزرج حتى صاروا إخوانًا {يبين لكم} أيها الطلاب {آياته} وهي الجذبة الإلهية وتجلي صفات الربوبية {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} بالأفعال دون الأقوال {وأولئك هم المفلحون} من وعيد من يأمر بالمعروف ولا يأتيه {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} لأن الوجوه تحشر بلون القلوب كقوله: {يوم تبلى السرائر} [الطارق: 9] أي يجعل ما في الضمائر على الظواهر {أكفرتم بعد إيمانكم} هم أرباب الطلب السائرون إلى الله انقطعوا في بادية النفس واتبعوا غول الهوى وارتدوا على أعقابهم القهقرى.
{فذوقوا العذاب} لأن الناس نيام لا يذوقون ألم جراحات الانقطاع والإعراض عنه الله، فإذا ماتوا انتبوا وذاقوا {ففي رحمة الله} في الدنيا بالجمعية والوفاق مع أهل الله {هم فيها خالدون} في الآخرة، ولأنه يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه {تلك} الأحوال {آيات الله} مع خواصه {نتلوها عليك بالحق} نظهرها على قلبك بالتحقيق {وما الله يريد ظلمًا للعالمين} بأن يضع السواد والبياض في غير موضعهما {كنتم خير أمة أخرجت} من العدم إلى الوجود مستعدة لقبول كمالية الإنسان من جملة الخيرية تخفيف التكليف وضمان التضعيف، ومنها عاقب مطيعهم بشؤم عصيانهم، وغفر لعصاة هذه الأمة ببركة مطيعهم، ومنها زلاتهم لعنة وزلاتنا رحمة، ومنها شكا منهم إلينا وشكر منا إليهم قبل وجودنا {ولو آمن أهل الكتاب} يعني علماء السوء {لن يضروكم} أيها المحققون {إلا أذى} من طريق الإنكار والحسد {وإن يقاتلوكم} ينازعوكم ويخاصموكم {يولوكم الأدبار} من صدق نياتكم {لا ينصرون} لأنكم أهل الحق وحزب الله وإن حرب الله هم الغالبون. اهـ.

.تفسير الآية رقم (112):

قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بأنهمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أخبر عنهم سبحانه وتعالى بهذا الذل أتبعه الأخبار بأنه في كل زمان وكل مكان معاملة منه لهم بضد ما أرادوا، فعوضهم عن الحرص على الرئاسة إلزامهم الذلة، وعن الإخلاد إلى المال إسكانهم المسكنة، وأخبر أن ذلك لهم طوق الحمامة غير مزائلهم إلى آخر الدهر باقٍ في أعقابهم بأفعالهم هذه التي لم ينابذهم فيها الأعقاب فقال سبحانه وتعالى مستأنفًا: {ضربت عليهم الذلة} وهي الانقياد كرهًا، وأحاطت بهم كما يحيط البيت المضروب بساكنه {أين ما ثقفوا} أي وجدهم من هو حاذق خفيف فطن في كل مكان وعلى كل حال {إلا} حال كونهم معتصمين {بحبل} أي عهد وثيق مسبب للأمان، وهو عهد الجزية وما شاكله {من الله} أي الحائز لجميع العظمة {وحبل من الناس} أي قاطبة: الذي آمنوا وغيرهم، موافقٍ لذلك الحبل الذي من الله سبحانه وتعالى.
ولما كان الذل ربما كان مع الرضى ولو من وجه قال: {وباءو} أي رجعوا عما كانوا فيه من الحال الصالح {بغضب من الله} الملك الأعظم، ملازمٍ لهم، ولما كان الوصفان قد يصحبهما اليسار قال: {وضربت} أي مع ذلك {عليهم} أي كما يضرب البيت {المسكنة} أي الفقر ليكونوا بهذه الأوصاف أعرق شيء في الذل، فكأنه قيل: لم استحقوا ذلك؟ فقيل: {ذلك} أي الإلزام لهم بما ذكر {بأنهم} أي أسلافهم الذي رضوا هم فعلهم {كانوا يكفرون} أي يجددون الكفر مع الاستمرار {بآيات الله} اي الملك الأعظم الذي له الكمال كله، وذلك أعظم الكفر لمشاهدتهم لها مع اشتمالها من العظم على ما يليق بالاسم الأعظم {ويقتلون الأنبياء} أي الآتين من عند الله سبحانه وتعالى حقًا على كثرتهم بما دل عليه جمع التكسير، فهو أبلغ مما في أولها الأبلغ مما في البقرة ليكون ذمهم على سبيل الترقي كما هي قاعدة الحكمة.
ولما كانوا معصومين دينًا ودنيا قال: {بغير حق} أي يبيح قتلهم؛ ثم علل إقدامهم على هذا الكفر بقوله: {ذلك} أي الكفر والقتل العظيمان {بما عصوا وكانوا} أي جبلة وطبعًا {يعتدون} أي يجددون تكليف أنفسهم الاعتداء، فإن الإقدام على المعاصي والاستهانة بمجاوزة الحدود يهوّن الكفر، فقال الأصفهاني: قال أرباب المعاملات: من ابتلى بترك الآداب وقع في ترك السنن، ومن ابتلى بترك السنن وقع في ترك الفرائض، ومن ابتلى بترك الفرائض وقع في استحقار الشريعة، ومن ابتلى بذلك وقع في الكفر، والآية دليل على مؤاخذة الابن الراضي بذنب الأب وإن علا، وذلك طبق ما رأيته في ترجمة التوراة التي بين أيديهم الآن، قال في السفر الثاني: وقال الله سبحانه وتعالى جميع هذه الآيات كلها: أنا الرب إلهك الذي أصعدتك من أرض مصر من العبودية والرق، لا تكون لك آلهة أخرى، لا تعملن شيئًا من الأصنام والتماثيل التي مما في السماء فوق وفي الأرض من تحت، ومما في الماء أسفل الأرض، لا تسجدن لها ولا تعبدنها، لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أجازي الأبناء بذنوب الآباء إلى ثلاثة أحقاب وأربعة خلوف، وأثبت النعمة إلى ألف حقب لأحبائي وحافظي وصاياي. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

قد ذكرنا تفسير هذه اللفظة في سورة البقرة، والمعنى جعلت الذلة ملصقة ربهم كالشيء يضرب على الشيء فيلصق به، ومنه قولهم: ما هذا علي بضربة لازب، ومنه تسمية الخراج ضريبة. اهـ.

.فصل: [معنى الذلة]:

قال الفخر:
الذلة هي الذل، وفي المراد بهذا الذل أقوال:
الأول: وهو الأقوى أن المراد أن يحاربوا ويقتلوا وتغنم أموالهم وتسبى ذراريهم وتملك أراضيهم فهو كقوله تعالى: {اقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [البقرة: 191].
ثم قال تعالى: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ الله} والمراد إلا بعهد من الله وعصمة وذِمام من الله ومن المؤمنين لأن عند ذلك تزول الأحكام، فلا قتل ولا غنيمة ولا سبي.
الثاني: أن هذه الذلة هي الجزية، وذلك لأن ضرب الجزية عليهم يوجب الذلة والصغار.
والثالث: أن المراد من هذه الذلة أنك لا ترى فيهم ملكًا قاهرًا ولا رئيسًا معتبرًا، بل هم مستخفون في جميع البلاد ذليلون مهينون.
واعلم أنه لا يمكن أن يقال المراد من الذلة هي الجزية فقط أو هذه المهانة فقط لأن قول: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ الله} يقتضي زوال تلك الذلة عند حصول هذا الحبل والجزية والصغار والدناءة لا يزول شيء منها عند حصول هذا الحبل، فامتنع حمل الذلة على الجزية فقط، وبعض من نصر هذا القول، أجاب عن هذا السؤال بأن قال: إن هذا الاستثناء منقطع، وهو قول محمد بن جرير الطبري، فقال: اليهود قد ضربت عليهم الذلة، سواء كانوا على عهد من الله أو لم يكونوا فلا يخرجون بهذا الاستثناء من الذلة إلى العزة، فقوله: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ الله} تقديره لكن قد يعتصمون بحبل من الله وحبل من الناس.
واعلم أن هذا ضعيف لأن حمل لفظ {إِلا} على {لكن} خلاف الظاهر، وأيضا إذا حملنا الكلام على أن المراد: لكن قد يعتصمون بحبل من الله وحبل من الناس لم يتم هذا القدر فلابد من إضمار الشيء الذي يعتصمون بهذه الأشياء لأجل الحذر عنه والإضمار خلاف الأصل، فلا يصار إلى هذه الأشياء إلا عند الضرورة فإذا كأن لا ضرورة هاهنا إلى ذلك كان المصير إليه غير جائز، بل هاهنا وجه آخر وهو أن يحمل الذلة على كل هذه الأشياء أعني: القتل، والأسر، وسبي الذراري، وأخذ المال، وإلحاق الصغار، والمهانة، ويكون فائدة الاستثناء هو أنه لا يبقى مجموع هذه الأحكام، وذلك لا ينافي بقاء بعض هذه الأحكام، وهو أخذ القليل من أموالهم الذي هو مسمى بالجزية، وبقاء المهانة والحقارة والصغار فيهم، فهذا هو القول في هذا الموضع، وقوله: {أَيْنَمَا ثُقِفُواْ} أي وجدوا وصودفوا، يقال: ثقفت فلانًا في الحرب أي أدركته، وقد مضى الكلام فيه عند قوله: {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [البقرة: 191]. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ الله}:

قال الفخر:
قوله: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ الله} فيه وجوه:
الأول: قال الفرّاء: التقدير إلا أن يعتصموا بحبل من الله، وأنشد على ذلك:
رأتني بحبلها فصدت مخافة ** وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق

واعترضوا عليه، فقالوا: لا يجوز حذف الموصول وإبقاء صلته، لأن الموصول هو الأصل والصلة فرع فيجوز حذف الفرع لدلالة الأصل عليه، أما حذف الأصل وإبقاء الفرع فهو غير جائز.
الثاني: أن هذا الاستثناء واقع على طريق المعنى، لأن معنى ضرب الذلة لزومها إياهم على أشد الوجوه بحيث لا تفارقهم ولا تنفك عنهم، فكأنه قيل: لا تنفك عنهم الذلة، ولن يتخلصوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس.
الثالث: أن تكون الباء بمعنى (مع) كقولهم: اخرج بنا نفعل كذا، أي معنا، والتقدير: إلا مع حبل من الله. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
المراد من حبل الله عهده، وقد ذكرنا فيما تقدم أن العهد إنما سمي بالحبل لأن الإنسان لما كان قبل العهد خائفًا، صار ذلك الخوف مانعًا له من الوصول إلى مطلوبه، فإذا حصل العهد توصل بذلك العهد إلى الوصول إلى مطلوبه، فصار ذلك شبيهًا بالحبل الذي من تمسك به تخلص من خوف الضرر. اهـ.

.سؤال وجواب:

فإن قيل: أنه عطف على حبل الله حبلًا من الناس وذلك يقتضي المغايرة فكيف هذه المغايرة؟
قلنا: قال بعضهم: حبل الله هو الإسلام، وحبل الناس هو العهد والذمة، وهذا بعيد لأنه لو كان المراد ذلك لقال: أو حبل من الناس، وقال آخرون: المراد بكلام الحبلين العهد والذمة والأمان، وإنما ذكر تعالى الحبلين لأن الأمان المأخوذ من المؤمنين هو الأمان المأخوذ بإذن الله وهذا عندي أيضا ضعيف، والذي عندي فيه أن الأمان الحاصل للذمي قسمان:
أحدهما: الذي نص الله عليه وهو أخد الجزية.
والثاني: الذي فوض إلى رأي الإمام فيزيد فيه تارة وينقص بحسب الاجتهاد. فالأول: هو المسمى بحبل الله والثاني: هو المسمى بحبل المؤمنين والله أعلم. اهـ.

.فوائد بلاغية:

قال في صفوة التفاسير:
البلاغة:
تضمنت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
1- {ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} فيه من المحسنات البديعية ما يسمى بالمقابلة.
2- {وأولئك هم المفلحون} فيه قصر صفة على موصوف حيث قصر الفلاح عليهم، كانه يقول: هم المفلحون لا غيرهم.
3- {تبيض وجوه وتسود وجوه} بين كلمتي {تبيض} و{تسود} طباق.
4- {ففي رحمة الله} مجاز مرسل اطلق الحال واريد المحل أي ففي الجنة لأنها مكان تنزل الرحمة.
5- {ضربت عليهم الذلة} فيه استعارة حيث شبه الذل بالخباء المضروب على اصحابه، فالذذ.محيط بهم من كل جانب، فهي استعارة لطيفة بديعة.
6- {وباءو بغضب} التنكير للتفخيم والتهويل. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {أَيْنَ مَا ثُقِفُوا}، أيْنَمَا اسم شرط، وهي ظرف مكان، وما مزيدة فيها، فـ {ثُقِفُوا} في محل جزم بها، وجواب الشرط إما محذوف- أي: أينما ثُقِفُوا غلبوا وذُلّوا، دلَّ عليه قوله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ}، وإما نفس {ضُرِبَتْ}، عند مَنْ يُجيز تقديم جواب الشرط عليه، فـ {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} لا محل له- على الأول، ومحله جزم على الثاني.
قوله: {إلاَّ بِحَبْلٍ} هذا الجار في محل نَصْب على الحال، وهو استثناء مفرَّغ من الأحوال العامة.
قال الزمخشري: وهو استثناء من أعَمِّ عامّة الأحوال، والمعنى: ضُرِبَتْ عليهم الذلة في عامة الأحوال، إلا في حال اعتصامهم بحبل الله، وحبل الناس، فهو استثناء متصل.
قال الزجّاج والفرَّاء: هو استثناء منقطع، فقدره الفراء: إلا أن يعتصموا بحبل من الله، فحذف ما يتعلق به الجار.
كقول حميد بن ثور الهلالي: [الطويل]
رَأتْنِي بِحَبْلَيْهَا، فَصَدَّتْ مَخَافَةً ** وَفِي الْحَبْلِ رَوْعَاءُ الْفُؤَادِ، فَرُوقُ

أراد: أقبلت بحبليها، فحذف الفعل؛ للدلالة عليه.
ونظَّره ابنُ عطية بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا} [النساء: 92] قال: لأن بادئ الرأي يعطي أن له أن يقتل خطأ، وأن الحبل من الله ومن الناس يزيل ضرب الذلة، وليس الأمر كذلك، وإنَّما في الكلام محذوف، يدركه فَهْمُ السامع الناظر في الأمر، وتقديره:- في أمتنا- فلا نجاة من الموت إلا بحبل.
قال أبو حيان: وعلى ما قدره لا يكون استثناءً منقطعًا؛ لأنه مستثنًى من جملة مقدَّرة، وهي: فلا نجاة من الموت، وهو متصل على هذا التقدير، فلا يكون استثناء المنقطع- كما قرره النحاة- على قسمين: منه ما يمكن أن يتسلط عليه العامل، ومنه لا يمكن فيه ذلك- ومنه هذه الآية- على تقدير الانقطاع- إذ التقدير: لكن اعتصامهم بحبل من الله وحَبْل من الناس يُنَجيهم من القتل، والأسر، وسَبي الذراري، واستئصال أموالهم؛ ويدل على أنه منقطع الأخبار بذلك في قوله تعالى- في سورة البقرة-: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة والمسكنة وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله} [البقرة: 61]، فلم يستثنِ هناك. اهـ..